أعادت ألمانيا فتح سفارتها في دمشق بشكل رسمي، وفق ما أعلن مصدر في وزارة الخارجية الألمانية، بالتزامن مع زيارة تقوم بها وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك إلى العاصمة السورية. وكانت السفارة قد أغلقت أبوابها في عام 2012م، بعد اندلاع الاحتجاجات ضد نظام بشار الأسد التي تحولت لاحقًا إلى حرب أهلية. وبعد ثلاثة أشهر من سقوط الأسد، وقد أشرفت بيربوك على إعادة افتتاح البعثة الدبلوماسية في دمشق، بهدف دعم استقرار سوريا وإعادة إعمارها بعد سنوات من الدمار.
وأوضحت الوزيرة أن عددًا محدودًا من الدبلوماسيين سيتولون العمل في السفارة حاليًا، مع استكمال الترتيبات الأمنية من مواقع أخرى لاحقًا. وقد تم تكليف الدبلوماسي شتيفان شنيك بإدارة البعثة مؤقتًا حتى يتم تعيين سفير دائم. وكانت السفارة تضم سابقًا ما بين 25 إلى 30 دبلوماسيًا ونحو 20 موظفًا محليًا، لكنها ظلت مهجورة منذ إغلاقها لأسباب أمنية قبل 13 عامًا. وخلال زيارة سابقة للمبنى في يناير الماضي، لاحظت بيربوك بقاء صورة الرئيس الألماني السابق كريستيان فولف معلقة، بينما كان موظف محلي يرعى المكان منذ عقود.
وأكد المصدر الرسمي أن فريقًا صغيرًا سيدير العمليات في دمشق، مع الإبقاء على الخدمات القنصلية في السفارة الألمانية ببيروت بسبب الوضع الأمني غير المستقر بعد الإطاحة بالأسد في 8 ديسمبر. وقال المصدر: “ألمانيا ملتزمة بدعم السوريين نحو مستقبل أفضل بعد نهاية حكم الأسد، ووجودنا في دمشق يعزز مساهمتنا في تحقيق الاستقرار”. وأضاف أن هذا الحضور سيمكن برلين من تعزيز التواصل الدبلوماسي ودعم عملية سياسية شاملة تراعي جميع فئات الشعب السوري، بالإضافة إلى التفاعل المباشر مع المجتمع المدني ومواجهة أي تدهور مفاجئ.
وحثت بيربوك السلطات السورية الجديدة على ضمان الأمن للجميع، خاصة بعد أعمال عنف أخيرة أودت بحياة نحو 1500 شخص في الساحل السوري، وفق تقارير غير مؤكدة. وفي تصريح لها، قالت: “العنف الأخير أضعف ثقة السوريين في حكومتهم الانتقالية”، داعية إياها إلى السيطرة على الفصائل الداخلية ومحاسبة المسؤولين عن الاشتباكات. وأكدت أن “الحكومة الجديدة أمامها تحدٍ كبير لضمان السلام والرفاهية في بلد مزقته حرب استمرت 14 عامًا”. وأشارت إلى أن موجة العنف الأخيرة في مارس كانت الأشد منذ سقوط الأسد، مما يعكس الحاجة الملحة لاستعادة الثقة وتعزيز الاستقرار.