مع حلول شهر رمضان المبارك في عام 2025، تحتفل الدول العربية بأجواء روحانية وثقافية مميزة تعكس تنوع التقاليد والعادات في المنطقة، حيث يتجلى الجانب الثقافي في الاحتفالات التي تجمع بين التراث العريق والحداثة. بدأ رمضان هذا العام في 1 مارس، وشهدت الدول العربية إقبالًا كبيرًا على الأنشطة الثقافية التي تعزز الترابط الاجتماعي وتثري تجربة الشهر الفضيل.
تشهد قطر خلال رمضان 2025م، مجموعة متنوعة من الفعاليات الثقافية التي تعكس تراثها العريق وروح الشهر الفضيل. تتضمن الفعاليات النسخة الثانية من مهرجان “أكل أول” في حي المينا القديم، حيث يتم إحياء التراث القطري من خلال المأكولات التقليدية، الألعاب التراثية، وعروض الحكواتي ومسرح العرائس. كما تنظم متاحف قطر فعاليات مميزة مثل ليلة رمضانية في المتحف العربي للفن الحديث، وورش عمل تفاعلية في متحف الفن الإسلامي تركز على العلوم والفنون الإسلامية. إضافة إلى ذلك، تقام أنشطة في مشيرب وسوق واقف تجمع بين التقاليد والحداثة، مع فعاليات خاصة بالأطفال مثل “دَدُ وبلدنا” التي تشمل ورش عمل وجلسات سرد قصص بنفحات رمضانية، مما يعزز التواصل المجتمعي ويثري التجربة الثقافية.
في المملكة العربية السعودية، استقبل حي الجديدة التاريخي في جدة أكثر من مليون زائر خلال الأسبوع الأول من رمضان، حيث أصبح وجهة رئيسية للسياحة الثقافية. نظم برنامج حي الجديدة التاريخي فعاليات موسم رمضان، التي جمعت بين العمارة التاريخية والأسواق التقليدية والأنشطة الثقافية، مما أتاح للزوار تجربة غامرة تعكس التراث السعودي. كما شهدت مكة المكرمة إقبالًا كبيرًا على المعارض الثقافية، بما في ذلك معرض متعدد اللغات عن تاريخ الكعبة المشرفة، الذي استعرض مراحل بنائها من خلال شاشات تفاعلية وعروض بصرية. وأطلقت السلطات تطبيق “نسك” لتسهيل تجربة الحجاج، مع تقديم خدمات إرشادية بلغات متعددة، مما عزز من تجربة العبادة والتعرف على التراث الإسلامي.
في الإمارات، شهدت أبو ظبي فعاليات ثقافية مميزة خلال رمضان 2025، حيث نظمت مؤسسة التراث في الحصن فعاليات “رمضان في الحصن” من 8 إلى 23 مارس، تضمنت مجالس رمضانية وأسواق حرفية وورش عمل ثقافية. كما استضافت مؤسسة الثقافة جلسات حوارية عن لغة القرآن ومعتقدات العرب القديمة، بمشاركة خبراء مثل الدكتور نزار قبيلان وريم الكمالي. وفي منارة السعديات، عاد “رمضان آركيد” من 15 إلى 25 مارس، مقدمًا مزيجًا من الألعاب والعروض الفنية والورش الإبداعية، مما جذب العائلات والشباب. وشهدت دبي إقبالًا على ورش الخط العربي التجريدي بقيادة الفنان ضياء علام، وورش الرسم المعماري التجريدي بقيادة أسماء بالهمر، مما عزز من التواصل الثقافي والإبداعي.
في مصر، شهدت الأسواق الرمضانية إقبالًا كبيرًا، حيث امتلأت شوارع القاهرة بالزينة والفوانيس التقليدية، مما أضفى أجواء احتفالية مميزة. كما نظمت وزارة الثقافة أمسيات شعرية وموسيقية في دار الأوبرا المصرية، بمشاركة شعراء وفنانين محليين، مما عزز من التواصل الثقافي بين الأجيال. وشهدت الإسكندرية فعاليات ثقافية في مكتبة الإسكندرية، تضمنت معارض فنية وجلسات حوارية عن التراث المصري، مما جذب الزوار من مختلف الأعمار.
في الأردن، شهدت عمان فعاليات ثقافية تركزت على التراث الشعبي، حيث أقيمت مجالس رمضانية في الأحياء التقليدية، تضمنت رواية الحكايات الشعبية وتوزيع الحلويات التقليدية. كما نظمت وزارة الثقافة معارض فنية وورش عمل لتعليم الفنون التقليدية، مما عزز من التواصل المجتمعي. وشهدت مدينة البتراء فعاليات ليلية تضمنت عروضًا ضوئية تعكس تاريخ المدينة، مما جذب السياح المحليين والأجانب.
في المغرب، شهدت مدن مثل الرباط وفاس إقبالًا على الأسواق الرمضانية التي تقدم الأطباق التقليدية مثل الحريرة والشباكية. كما نظمت وزارة الأوقاف أمسيات دينية وثقافية في المساجد التاريخية، تضمنت تلاوة القرآن وجلسات حوارية عن التراث الإسلامي. وشهدت مراكش فعاليات فنية في ساحة جامع الفنا، تضمنت عروضًا موسيقية وفنية تعكس التنوع الثقافي المغربي.
رمضان 2025 في الدول العربية ليس مجرد شهر للعبادة، بل تجربة ثقافية غنية تجمع بين التراث والحداثة، حيث شهدت المنطقة فعاليات متنوعة تعزز التواصل الاجتماعي وتثري الهوية الثقافية. من قطر إلى المغرب، أظهرت هذه الاحتفالات التزام الدول العربية بالحفاظ على تراثها وتعزيز الروابط المجتمعية، مما يعكس نوجه نحو مستقبل يجمع بين الأصالة والتطور.