انطلقت يوم 19 يوليو 2025 فعاليات الدورة التاسعة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي، وسط اهتمام إعلامي واسع وحضور ثقافي بارز، على أن تتواصل سهراته حتى 21 أغسطس المقبل. ويعد المهرجان من أبرز التظاهرات الثقافية والفنية في تونس والمنطقة العربية، حيث يساهم سنويًا في إثراء المشهد الفني ويمنح الفنانين منصة انطلاق نحو النجومية العربية والدولية.
وأكدت هند المقراني، المديرة العامة للمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية، أن هذه الدورة تتميز ببرامج متنوعة تشمل عروضًا عالمية وعربية تعكس انفتاح المهرجان على ثقافات متعددة. وأوضحت أن العروض تمزج بين الأنماط الشرقية والغربية، ما يجسد رؤية فنية تعتبر أن الفن لغة كونية توحد الإنسانية حول القيم الجمالية المشتركة.
وأشارت المقراني إلى أن هذه الدورة تأتي ضمن التوجهات الوطنية الهادفة إلى الارتقاء بالعمل الثقافي والفني وتعزيز الذوق العام. كما أكدت استمرار الجهود لإعادة بريق مسرح قرطاج باعتباره فضاء للفن الراقي ومنصة رئيسية تشع إبداعًا وجمالًا على المستويين العربي والدولي.
يحمل مهرجان قرطاج هذا العام شعار “قرط حدشت” أي “المدينة الجديدة”، تعبيرًا عن الرغبة في التجديد مع الحفاظ على خصوصية قرطاج التاريخية، بوصفها موقعًا حضاريًا عريقًا يوازن بين الهوية التونسية والانفتاح على الثقافات العالمية.
وتبلغ الميزانية المرصودة لهذه الدورة نحو 3 ملايين دينار تونسي، تمويلًا من الدولة ومداخيل التذاكر والاعلانات. ويضم برنامج المهرجان عروضًا موسيقية ومسرحية متنوعة، يحييها فنانون تونسيون وعرب وعالميون، في تأكيد على مكانته كأحد أعرق المهرجانات الثقافية في المنطقة.
وأكدت المقراني أن المسرح الأثري بقرطاج بما يحمله من رمزية تاريخية وثقافية، لا يعتليه سوى الفنان الذي يتميز بحضور فني وجماهيري استثنائي، مشيرة إلى أن المهرجان لا يعد مجرد فضاء للعروض الفنية، بل هو منصة حقيقية لدفع الفنانين نحو النجومية والإشعاع العربي والدولي، إضافة إلى كونه محرابًا للفن الراقي والإبداع الأصيل.