أجرى أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الأحد، مباحثات رسمية مع رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تناولت عدداً من القضايا الإقليمية والدولية، في إطار زيارة رسمية إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي.
وبحسب بيان صادر عن الديوان الأميري القطري، عُقد اللقاء في “قصر الشاطئ” بأبوظبي، وركز على “استعراض العلاقات الأخوية الوطيدة بين البلدين، وسبل دعمها وتطويرها في مختلف المجالات، بما يخدم المصالح المشتركة لدولة قطر ودولة الإمارات وشعبيهما”.
كما ناقش الجانبان، وفق البيان، “آخر تطورات الأوضاع في المنطقة”، في إشارة إلى الملفات الساخنة التي تشهدها الساحة الإقليمية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، والوضع في قطاع غزة، إلى جانب ملفات أخرى ذات اهتمام مشترك.
الاجتماع شهد حضور عدد من كبار المسؤولين القطريين، من بينهم الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، والشيخ خليفة بن حمد بن خليفة آل ثاني، وزير الداخلية، وعبد الله بن محمد الخليفي، رئيس الديوان الأميري، بالإضافة إلى عدد من أعضاء الوفد الرسمي المرافق لأمير قطر.
في ختام المباحثات، أقام رئيس دولة الإمارات مأدبة غداء على شرف أمير قطر، في خطوة تعكس طابع الزيارة الرسمي وأهميتها في سياق العلاقات الثنائية.
اللقاء يأتي في ظل تحركات دبلوماسية نشطة تشهدها المنطقة، وسط استمرار التوترات في عدد من الملفات الإقليمية، لا سيما القضية الفلسطينية، التي كانت محوراً للقاءات سابقة بين الزعيمين. إذ سبق للجانبين أن ناقشا تطورات الأوضاع في غزة والجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري وحماية المدنيين، إلى جانب تبادل وجهات النظر حول سبل تحقيق تهدئة شاملة ومستدامة.
الزيارة تأتي كذلك في سياق تنامي العلاقات بين البلدين بعد سنوات من التباعد، وتعكس توجهاً سياسياً نحو تعزيز التنسيق في الملفات الإقليمية والدولية، خاصة في ظل التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجهها منطقة الخليج العربي.
ويرى مراقبون أن اللقاء يمثل خطوة إضافية نحو تكريس الحوار السياسي بين الدوحة وأبو ظبي، ويمهد لزيادة التنسيق حول عدد من القضايا الإقليمية، من بينها التطورات في اليمن، العلاقات مع إيران، والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وفي ظل المشهد الإقليمي المعقّد، تبدي كل من قطر والإمارات اهتماماً متزايداً بإعادة ترتيب أولويات السياسة الخارجية، بما يتماشى مع متغيرات الواقع الجيوسياسي، والبحث عن أرضيات مشتركة في التعامل مع التحديات القائمة.