شهدت العاصمة القطرية الدوحة توقيع إعلان مبادئ بين حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية وحركة “إم 23” المتمردة، ينص على وقف دائم لإطلاق النار، في خطوة اعتُبرت محورية ضمن جهود إنهاء النزاع وتحقيق المصالحة الوطنية في البلاد.
جاء التوقيع عقب مفاوضات استضافتها قطر منذ مارس الماضي بمشاركة مباشرة من الطرفين وبرعاية قطرية وبدعم دولي، من ضمنه الولايات المتحدة. وأكد وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية، محمد بن عبد العزيز الخليفي، أن الاتفاق يمهد الطريق نحو مفاوضات مباشرة تهدف إلى سلام شامل يعالج جذور الصراع، موضحًا أن هذه الجهود بدأت بلقاء جمع رئيسي رواندا والكونغو الديمقراطية في الدوحة مارس الماضي.
وأشار الخليفي إلى أن إعلان المبادئ لا يقتصر على وقف الأعمال القتالية، بل يؤسس لخريطة طريق عملية من أجل المصالحة الوطنية، ويعزز فرص الشراكة بين مختلف مكونات المجتمع الكونغولي، لافتًا إلى أهمية التزام الطرفين بوقف العنف بشكل دائم.
ويأتي هذا الإعلان بعد اتفاق واشنطن الموقع بين الكونغو الديمقراطية ورواندا في يونيو الماضي، الذي ساهم في تمهيد الأرضية لإعلان الدوحة. واعتبر الخليفي أن الإعلان يمثل التزامًا واضحًا بإنهاء العنف، ويفتح المجال لانخراط أكبر من المجتمع الدولي لدعم جهود السلام والتنمية المستدامة في المناطق المتضررة.
من جانبه، أشاد المبعوث الرئاسي الأميركي للشؤون الأفريقية بالدور القطري في تسهيل الوصول إلى الاتفاق، مؤكدًا أن قطر تواصل دورها الريادي في حل النزاعات إقليميًا ودوليًا، ومشيرًا إلى أن الحرب في الكونغو تسببت في نزوح أكثر من 8 ملايين شخص، فيما لم تؤدِّ العديد من المبادرات السابقة إلى نتائج ملموسة، ما يجعل إعلان الدوحة فرصة نادرة لتحقيق السلام.
وتجدر الإشارة إلى أن قطر ساهمت خلال العقدين الماضيين في وساطة عدد من اتفاقيات السلام، من بينها اتفاق دارفور في السودان، والأزمة اللبنانية، ومفاوضات أفغانستان، إلى جانب جهودها الحالية لتحقيق تسوية سلمية للنزاع في الكونغو الديمقراطية.