اختتمت في العاصمة القطرية الدوحة أعمال النسخة الأولى من المؤتمر الدولي للاستشراق، الذي انعقد تحت شعار “نحو تواصل حضاري متوازن”، بمشاركة واسعة من الباحثين والمفكرين والمتخصصين في قضايا الاستشراق. وقد تجاوز عدد المشاركين 300 شخص من أكثر من 50 دولة، إلى جانب حضور نحو 1300 مشارك تفاعلوا مع جلسات المؤتمر ونقاشاته التي استمرت على مدار يومين.
وشهد المؤتمر حضور عدد من الشخصيات الرفيعة، من بينهم الدكتور طارق متري نائب رئيس وزراء الجمهورية اللبنانية، والدكتور إبراهيم قالن المفكر والسياسي التركي، وغسان سلامة وزير الثقافة اللبناني السابق، والدكتور مامادو تانغارا وزير الخارجية والتعاون الدولي لجمهورية غامبيا، بالإضافة إلى نخبة من المفكرين والأكاديميين من مختلف دول العالم.
نُظم المؤتمر بمبادرة من وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي بدولة قطر، ومركز مناظرات قطر، بالشراكة مع اللجنة الدائمة لتنظيم المؤتمرات بوزارة الخارجية، وبالتعاون مع عدد من المؤسسات الأكاديمية المحلية والدولية، منها جامعة قطر، وجامعة حمد بن خليفة، ومعهد الدوحة للدراسات العليا، إلى جانب مؤسسات دولية مثل جامعة لايدن الهولندية، ومعهد الدراسات المتقدمة في سراييفو، وجامعة داغستان الحكومية.
ركز المؤتمر في نسخته الأولى على دراسة تطورات الاستشراق المعاصر وتجلياته المتنوعة، كما وفر منصة لتبادل الرؤى والأفكار حول واقع الدراسات الاستشراقية وتحولاتها، بالإضافة إلى مناقشة مواقف الدراسات الاستشراقية من القضايا المعاصرة، واستكشاف مسارات التفاعل الحضاري بين الشرق والغرب عبر مختلف العصور.
ووفق المنظمين، هدف المؤتمر إلى تمكين الباحثين من تبادل الخبرات مع كبار الأكاديميين في مجالات الاستشراق والدراسات العربية والإسلامية، بالإضافة إلى تعزيز آفاق التعاون العلمي المستقبلي. كما سعى المؤتمر إلى تقديم قراءة معاصرة لمفهوم الاستشراق، مع التركيز على أهمية تعزيز الحوار الحضاري، وتفكيك الصور النمطية المتبادلة، وخلق توازن في تناول القضايا الفكرية والثقافية.
كما أشار المنظمون إلى أهمية الاجتماعات العلمية المفتوحة التي عقدت خلال المؤتمر في دعم الجهود الرامية إلى نقل دراسات الاستشراق من دائرة التوترات الأيديولوجية إلى فضاء البحث العلمي الرصين، بما يسهم في تعزيز التواصل الإنساني.
يُشار إلى أن استضافة دولة قطر لهذا المؤتمر تأتي في إطار جهودها المستمرة لدعم الحوار الثقافي والحضاري على المستوى الدولي، وتعزيز مكانتها كمركز للفكر والثقافة والتعليم، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى مد جسور الفهم والتعاون بين مختلف شعوب العالم.





