أعلن البيت الأبيض، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيقوم بجولة رسمية تشمل ثلاث دول خليجية هي المملكة العربية السعودية، ودولة قطر، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك في الفترة من 13 إلى 16 مايو المقبل. وكشفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن هذه الزيارة تأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية، وبحث التعاون المشترك في مختلف المجالات، ولا سيما السياسية والاقتصادية والدفاعية، إضافة إلى مناقشة أبرز الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وتُعد هذه الجولة أول رحلة خارجية للرئيس ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض في 20 يناير الماضي، عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية التي أعادته إلى السلطة لولاية جديدة. وتجدر الإشارة إلى أن ترامب كان قد اختار المملكة العربية السعودية كأول وجهة خارجية له أيضاً خلال ولايته الأولى في مايو 2017، في دلالة واضحة على أهمية العلاقات الاستراتيجية بين واشنطن والرياض.
وتأتي هذه الزيارة المرتقبة في وقت تشهد فيه المنطقة العديد من التحديات الجيوسياسية، أبرزها الحرب في غزة، والأزمة في السودان، والتطورات في اليمن، إلى جانب الملف النووي الإيراني، والتوترات المتصاعدة بين روسيا وأوكرانيا، وكلها ملفات تحظى بأهمية بالغة في جدول أعمال الرئيس الأميركي خلال هذه الجولة الخليجية.
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض قد ذكرت في الأول من أبريل الجاري أن الرئيس ترامب يعتزم زيارة السعودية في مايو، من دون تحديد الموعد الدقيق حينها، قبل أن يُعلَن لاحقاً عن الجدول الكامل للجولة التي تشمل السعودية وقطر والإمارات، في إطار جهد دبلوماسي أميركي متجدد لتعزيز العلاقات مع الحلفاء التقليديين في منطقة الخليج.
وكانت العاصمة الأميركية واشنطن، قد استضافت في 10 أبريل الجاري، اجتماعاً رفيع المستوى بين وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ونظيره الأميركي ماركو روبيو، تم خلاله بحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين في القضايا الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها الملف الفلسطيني والوضع في غزة، فضلاً عن الأوضاع في اليمن والسودان، وأيضاً الأزمة بين روسيا وأوكرانيا.
وأكد الجانبان، خلال الاجتماع، التزامهما العميق بتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية، والعمل معاً من أجل ضمان الاستقرار في المنطقة، كما ناقشا أهمية استمرار التنسيق السياسي والدبلوماسي والعسكري بين البلدين. وأعرب الوزير الأميركي عن شكره للمملكة على دورها في الوساطات الدولية، لا سيما الجهود التي بذلتها لتقريب وجهات النظر بين موسكو وكييف، وعلى ما قدمته من تسهيلات لجولات الحوار التي استضافتها الرياض خلال الأشهر الماضية.
وكان وزير الخارجية الأميركي قد قام بزيارتين متتاليتين إلى السعودية خلال شهري فبراير ومارس من هذا العام، حيث شارك في محادثات ثنائية مع كل من الوفدين الروسي والأوكراني، ما يعكس الدور المتنامي للمملكة في السياسة الدولية كوسيط مقبول من أطراف متعددة، وكشريك محوري في الملفات الدولية الشائكة.
وبينما يستعد الرئيس ترامب لبدء جولته في المنطقة، يُتوقع أن تشمل زيارته لقاءات ثنائية مع قادة الدول الثلاث، إلى جانب توقيع اتفاقيات في مجالات التعاون العسكري، والتكنولوجيا، والطاقة، خاصة في ضوء التوجهات الأميركية لتعزيز أمن الطاقة واستقرار الأسواق العالمية.
وتؤكد هذه الجولة على الأهمية الاستراتيجية المتبادلة بين الولايات المتحدة ودول الخليج، في ظل التحولات الدولية الجارية، والتي تستدعي تعزيز أواصر التعاون والتحالفات لمواجهة التحديات المتصاعدة في الساحة الدولية.