تستضيف العاصمة السعودية الرياض حالياً منافسات النسخة الثانية من كأس العالم للرياضات الإلكترونية، التي انطلقت مطلع يوليو الجاري وتستمر حتى 24 أغسطس المقبل، بمشاركة أكثر من 2000 لاعب محترف يمثلون 100 دولة. وتقام البطولة في منطقة “بوليفارد سيتي” بجوائز إجمالية تتجاوز 70 مليون دولار، ما يجعلها الأعلى قيمة في تاريخ الرياضات الإلكترونية، متفوقة على النسخة الأولى التي أقيمت العام الماضي وبلغت جوائزها 60 مليون دولار.
وتأتي استضافة هذا الحدث الضخم في إطار استراتيجية المملكة العربية السعودية للألعاب والرياضات الإلكترونية، التي أطلقتها عام 2022، بهدف توفير 39 ألف فرصة عمل جديدة وزيادة مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي إلى 13.3 مليار دولار بحلول عام 2030. وتعد الرياضات الإلكترونية من بين 13 قطاعاً استراتيجياً ضمن رؤية المملكة 2030، حيث تسعى السعودية للتحول إلى مركز عالمي رائد في هذا المجال من خلال جذب الاستثمارات وتمكين الشباب وتوسيع قاعدة الجماهير.
وقال فيصل بن حمران، الرئيس التنفيذي للرياضات الإلكترونية بمؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، إن البطولة هذا العام شهدت إضافة ألعاب وبطولات جديدة، ما رفع قيمة الجوائز لتتخطى 70 مليون دولار، موضحاً أن الجوائز تشمل مبالغ مالية مخصصة للفرق المشاركة واللاعبين وأخرى استثنائية وجوائز أثناء التصفيات.
وتتوزع قيمة الجوائز بحيث يخصص 38 مليون دولار لبطولات الألعاب المختلفة، و5 ملايين دولار للتصفيات المؤهلة، إضافة إلى 450 ألف دولار تمنح لأفضل لاعب في كل بطولة. كما زادت جوائز بطولة الأندية هذا العام إلى 27 مليون دولار، توزع على أفضل 24 نادياً، مقارنة بـ16 نادياً في النسخة السابقة، مع الإشارة إلى أن فريق “فالكونز” السعودي كان قد توج بلقب النسخة الماضية.
وتشمل نسخة 2025 إقامة 25 بطولة في 24 لعبة مختلفة، بزيادة ثلاث ألعاب عن العام الماضي، ومن أبرزها لعبة الشطرنج و”فيتال فيوري”، بمشاركة نخبة من الأندية العالمية واللاعبين المحترفين. وتسعى مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية إلى تجاوز إنجازات النسخة الأولى التي استقطبت أكثر من 2.6 مليون زائر وحققت أكثر من 500 مليون مشاهدة عالمياً.
كما أعلنت المؤسسة عن تخصيص برنامج دعم مالي بقيمة 20 مليون دولار للأندية المشاركة، حيث سيتم توزيع المبلغ على 40 نادياً بتمويل يصل إلى مليون دولار لكل نادٍ، لدعم حملاتهم التسويقية وتعزيز علاماتهم التجارية وتوسيع قاعدة جماهيرهم، إضافة إلى إنتاج محتوى إبداعي خلال البطولة.
وأكد بن حمران أن هذه الخطوة تأتي ضمن رؤية المؤسسة لتطوير قطاع الرياضات الإلكترونية العالمي ودعم الأندية باعتبارها شريكاً أساسياً في إنجاح الحدث، مشيراً إلى أن برنامج الدعم منفصل عن الجوائز المالية المخصصة للبطولات.
وتعكس استضافة السعودية لأكبر كأس عالم في الرياضات الإلكترونية التزامها بتحقيق أهداف رؤيتها الوطنية، ودعم القطاعات الحديثة التي تسهم في تنويع الاقتصاد وتعزيز مكانة المملكة كوجهة رئيسية للفعاليات الرياضية الدولية، إضافة إلى توفير فرص جديدة للشباب وتحفيز الابتكار في قطاع سريع النمو عالمياً.