أعلنت وزارة التجارة العراقية عن تسويق أكثر من 5 ملايين طن من محصول القمح خلال الموسم الحالي، مؤكدة بذلك تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح للعام الثالث على التوالي. وأوضحت الوزارة أن الكميات الحالية من القمح في المخازن تكفي لتلبية احتياجات السوق المحلي حتى بداية عام 2027، مما يعزز الاستقرار الغذائي في البلاد.
وفي تصريح نقلته وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، أفاد مدير عام الشركة العامة لتجارة الحبوب، حيدر الكرعاوي، أن الكمية المسوقة خلال موسم 2025 بلغت نحو 5.11 مليون طن. وأضاف أن هذا الرقم، رغم انخفاضه مقارنة بالعام الماضي الذي سجل فيه تسويق 6.3 مليون طن، إلا أنه يظل ضمن الحدود التي تضمن تلبية الاستهلاك المحلي السنوي الذي يقدّر بنحو 4.7 مليون طن.
وأوضح الكرعاوي أن الكميات التي تجاوزت هذا الحد تُعَدُّ فائضًا استراتيجيًا يتم تخزينه لاستخدامه عند الحاجة، مشيرًا إلى أن المخزون الحالي يُقدَّر بحوالي 6.3 مليون طن. وأشار إلى أنه تم بالفعل تأمين حصة الاستهلاك حتى نهاية يونيو 2025، فيما تغطي الكميات المتبقية احتياجات البلاد حتى مطلع عام 2027.
ووفقاً للمصادر الرسمية، يُعزى هذا الإنجاز إلى عدد من العوامل، منها تحسين البنية التحتية الزراعية، وتوسيع رقعة الأراضي المزروعة، فضلاً عن دعم الفلاحين بالأسمدة والبذور المعتمدة. وقد ساهم الاستقرار النسبي في الوضع الأمني وتوفر المياه من السدود والمصادر المحلية في زيادة إنتاجية المحاصيل خلال السنوات الأخيرة.
وفي سياق متصل، تطرق الكرعاوي إلى مشروع إنتاج “الطحين الصفر” داخل العراق، وهو النوع المستخدم في إنتاج المعجنات والمخبوزات، والذي بدأ العمل به منذ أبريل 2024. وأوضح أنه تم تشغيل ما بين 10 إلى 12 مطحنة جديدة ضمن المشروع، مشيرًا إلى أن الإنتاج المحلي من الطحين الصفر تمكن من تغطية حوالي 40% من الاحتياج المحلي، ما قلّل من الاعتماد على الاستيراد.
وأضاف أن الوزارة تتوقع تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال أيضًا خلال فترة تتراوح بين عام إلى عامين، ما يُمثّل خطوة مهمة على طريق تعزيز الأمن الغذائي وتنويع الإنتاج المحلي.
ويأتي هذا التطور في وقت تواجه فيه العديد من دول المنطقة تحديات تتعلق بالأمن الغذائي نتيجة التغيرات المناخية والاضطرابات الاقتصادية. ويُعَدُّ نجاح العراق في تحقيق فائض استراتيجي من القمح مؤشرًا على تحسن أداء القطاع الزراعي وإمكانياته في المرحلة المقبلة.