افتُتحت فعاليات الدورة الثامنة عشرة للمهرجان القومي للمسرح المصري بحفل كبير أقيم على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، بحضور عدد من الفنانين والمثقفين والشخصيات العامة. ويعد هذا المهرجان أحد أبرز الفعاليات الثقافية السنوية التي تحتفي بالحركة المسرحية في مصر منذ انطلاق دورته الأولى عام 2006.
شهد حفل الافتتاح تكريم مجموعة من رموز المسرح المصري تقديرًا لمسيرتهم الفنية الطويلة. وفي كلمته خلال الحفل، أكد وزير الثقافة المصري أحمد فؤاد هنو على أهمية المهرجان ودوره في دعم الحركة المسرحية المصرية، قائلًا: “في هذا المساء الاستثنائي، نقف وقفة تقدير وإجلال لكل من كرّس حياته للفن المسرحي. إن تكريمنا اليوم لهم هو اعتراف بفضلهم ووفاء لمسيرة لا تُنسى.”
وتحمل هذه الدورة شعار “المهرجان في كل مصر” في إطار توجه وزارة الثقافة نحو تحقيق “العدالة الثقافية” وإتاحة الأنشطة الفنية والثقافية لمختلف المحافظات المصرية. حيث تجول المهرجان خلال الأسابيع القليلة الماضية في أربع محافظات تمثل أقاليم مصر المختلفة، مقدمًا عددًا من العروض المسرحية والأنشطة الثقافية، إلى جانب تكريم رموز مسرحية محلية من تلك المحافظات، وذلك قبل انطلاق فعاليات الدورة الجديدة رسميًا في القاهرة.
ويستمر المهرجان حتى السادس من أغسطس المقبل، مقدمًا بانوراما شاملة للإنتاج المسرحي المصري خلال العام الجاري، إذ يعرض 35 عملًا مسرحيًا لفرق متنوعة تمثل مسارح الدولة والمسرح المستقل والمسرح الجامعي ومسرح الهواة. كما تُعرض جميع العروض المسرحية مجانًا للجمهور، ضمن توجه المهرجان لتعزيز الوعي المسرحي ونشر الثقافة الفنية بين مختلف شرائح المجتمع.
ويتضمن برنامج المهرجان كذلك تنظيم مسابقة للتأليف المسرحي وأخرى للمقال النقدي والبحث النظري، تشجيعًا للطاقات الإبداعية في الكتابة والتنظير المسرحي. إضافة إلى ذلك، تقام ضمن فعالياته سلسلة من الندوات وحلقات النقاش في إطار المحور الفكري للمهرجان، الذي ينعقد هذا العام تحت عنوان “تحولات الوعي الجمالي في المسرح المصري”، بمشاركة عدد من الأكاديميين والنقاد والفنانين لبحث تطورات الفن المسرحي وتحدياته وآفاقه المستقبلية.
ويُنظم المهرجان القومي للمسرح المصري تحت إشراف وزارة الثقافة، برئاسة الفنان محمد رياض، ويهدف إلى ترسيخ قيمة المسرح في المجتمع المصري باعتباره وسيلة للتنوير والتعبير الفني والثقافي، إضافة إلى دوره في اكتشاف المواهب الجديدة ومنحها الفرصة للانطلاق نحو الاحترافية والنجومية.





