أعلنت المملكة المتحدة، استئناف علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا، بالتزامن مع زيارة وزير خارجيتها ديفيد لامي إلى العاصمة دمشق، حيث أجرى سلسلة لقاءات مع كبار المسؤولين السوريين.
وذكرت مصادر رسمية أن الوزير البريطاني عقد اجتماعًا مع الرئيس السوري أحمد الشرع، بحضور وزير الخارجية أسعد الشيباني، بحث خلاله الجانبان العلاقات الثنائية وسبل تطوير التعاون بين البلدين، إلى جانب مناقشة التطورات الإقليمية والدولية.
وفي بيان صدر من لندن، أشار لامي إلى أن قرار إعادة العلاقات يأتي انطلاقًا من حرص بلاده على دعم الحكومة السورية الجديدة لتحقيق مستقبل مستقر وآمن ومزدهر لجميع المواطنين السوريين. وأضاف: “هناك أمل متجدد للشعب السوري، ومن مصلحتنا دعم الحكومة الحالية في الوفاء بالتزاماتها تجاه شعبها.”
كما أجرى لامي محادثات موسعة مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، تناولت تعزيز الحوار والتعاون في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك. وأفادت وزارة الخارجية السورية أن الوزير البريطاني نقل تعهّد بلاده بدعم قطاعَي الزراعة والتعليم في سوريا، إلى جانب تقديم دعوة رسمية لوزير الخارجية السوري لزيارة لندن خلال الفترة المقبلة.
وتضمنت المباحثات اتفاقًا مبدئيًا على إعادة فتح السفارة السورية في لندن وتشكيل مجلس اقتصادي سوري-بريطاني بهدف توسيع آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.
وفي تصريحات له على منصة “إكس”، رحب وزير الخارجية البريطاني بالتقدم الذي أحرزته سوريا مؤخرًا، مؤكدًا استعداد بلاده لدعم الحكومة السورية الجديدة، مع التشديد على ضرورة تحقيق انتقال سياسي شامل في البلاد.
وكانت المبعوثة البريطانية إلى سوريا قد أوضحت، في وقت سابق، أنها ناقشت مع وزير الداخلية السوري أولويات التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب، مجددة التزام بريطانيا بدعم سوريا في جهودها لمحاربة الإرهاب بجميع أشكاله.
يُذكر أن بريطانيا كانت قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا منذ منتصف عام 2012 على خلفية تصاعد الأحداث والاحتجاجات في البلاد. وفي أبريل الماضي، أعلنت وزارة الخزانة البريطانية رفع تجميد الأصول المفروض سابقًا على وزارتي الدفاع والداخلية والأجهزة الأمنية السورية، ضمن خطوات أوروبية تهدف تدريجيًا إلى رفع العقوبات عن سوريا بشكل كامل.