أعلن مسؤولون أمريكيون عن اتفاق لبنان وإسرائيل على إجراء محادثات دبلوماسية لحل عدد من القضايا العالقة بين البلدين، وذلك بوساطة أمريكية. وجاء هذا الإعلان بالتزامن مع إطلاق سراح خمسة أسرى لبنانيين عقب محادثات عسكرية جرت في بلدة الناقورة جنوب لبنان.
وفقًا لبيان صادر عن مكتب وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، فإن المحادثات ستتناول الإفراج عن الأسرى اللبنانيين الذين تحتجزهم إسرائيل. تسوية النقاط المتنازع عليها على طول الخط الأزرق الفاصل بين البلدين. بحث انسحاب القوات الإسرائيلية من خمس مناطق جنوب لبنان ما زالت خاضعة لسيطرتها.
وأشار البيان إلى أن المحادثات العسكرية في الناقورة انتهت يوم الثلاثاء، وأسفرت عن إطلاق سراح خمسة أسرى لبنانيين، أعيد أربعة منهم فورًا إلى لبنان، بينما تسلم الصليب الأحمر اللبناني الأسير الخامس في اليوم التالي.
أكدت الولايات المتحدة التزامها بدعم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بالكامل، مشيرةً إلى تطلعها لعقد اجتماعات دبلوماسية سريعة لمجموعات العمل المعنية بحل النزاعات، وذلك بالتعاون مع الشركاء الدوليين.
في بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية، أوضح الرئيس جوزيف عون أن لبنان تسلّم الأسرى الخمسة عقب المفاوضات التي أجرتها لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية في الجنوب. من جانبه، ذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن قرار المفاوضات تم اتخاذه خلال اجتماع رباعي ضم ممثلين عن الجيش الإسرائيلي، والولايات المتحدة، وفرنسا، ولبنان.
وكشف مسؤولون أمريكيون أن إدارة الرئيس دونالد ترامب كانت تتوسط بين إسرائيل ولبنان لعدة أسابيع، بهدف تعزيز اتفاق وقف إطلاق النار ووضع إطار زمني للمفاوضات المقبلة. وأكد أحد المسؤولين أن إسرائيل قدّمت بادرة حسن نية بالإفراج عن الأسرى اللبنانيين، بينهم عضو في حزب الله، في خطوة وُصفت بأنها إشارة إيجابية تجاه الرئيس اللبناني الجديد.
وأشار مسؤول في البيت الأبيض إلى أنه كجزء من الاتفاق، سيتم تشكيل مجموعات عمل ثلاثية تضم دبلوماسيين من الولايات المتحدة وإسرائيل ولبنان، وستعمل على بحث النزاعات الحدودية البرية بين البلدين الى جانب التفاوض بشأن قضية الأسرى اللبنانيين المحتجزين لدى إسرائيل. كذلك مناقشة شروط انسحاب إسرائيل من المناطق الخمس المتبقية في جنوب لبنان.
ومن المتوقع أن تبدأ هذه المفاوضات في الشهر المقبل، في خطوة تكمّل الاتفاق التاريخي لترسيم الحدود البحرية الذي تم التوصل إليه عام 2022م، بوساطة إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن. كما يشير اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في نوفمبر 2024م، إلى أن هذه المحادثات ستشكل خطوة نحو حسم الخلافات الحدودية البرية بين الطرفين.





