أعلنت دولة قطر أنها قدمت مساعدات خارجية بلغت قيمتها نحو 4.8 مليارات دولار منذ عام 2020، خُصصت نسبة 90% منها للدول الأقل نموا حول العالم. وأوضحت الجهات المعنية أن 64% من هذه المساعدات انسجمت مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، خاصة في مجالات مكافحة الفقر والصحة والتعليم.
ويأتي هذا الإعلان في وقت تواجه فيه الدول الأقل نموا تحديات متزايدة نتيجة الأزمات الاقتصادية والصراعات وتداعيات التغير المناخي. وأكد المجلس الوطني للتخطيط في قطر أن هذه المساهمات تعكس التزام الدوحة المتواصل بدعم الجهود الأممية لتحقيق التنمية الشاملة. كما أشار إلى أن هذه المساعدات تندرج ضمن رؤية قطر الوطنية 2030 واستراتيجيتها التنموية الثالثة (2024-2030)، التي تهدف إلى مواءمة السياسات الوطنية مع أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر.
وفي إطار مبادراتها الدولية، رعت قطر برنامج “التعليم فوق الجميع” الذي أطلق عام 2012 بمبادرة من الشيخة موزا بنت ناصر، حيث نجح في توفير التعليم الأساسي الجيد والمنصف والشامل لأكثر من 10 ملايين طفل وشاب في أكثر من 60 دولة، بينها مناطق متأثرة بالنزاعات مثل اليمن وسوريا ونيجيريا وأفغانستان والصومال. ويعتمد البرنامج نهجا تكامليا يربط بين التعليم والحماية والتمكين الاجتماعي والاقتصادي لضمان استدامة التأثير.
كما أطلقت قطر عدة مبادرات تعليمية مثل “علّم طفلا” و”حماية التعليم في ظروف النزاع”، والتي تستهدف تطوير جودة التعليم من خلال تحسين المناهج وتدريب المعلمين وتوسيع البنية التحتية للمدارس.
وعلى الصعيد الدولي، استضافت الدوحة في مارس 2023 المؤتمر الخامس للأمم المتحدة المعني بأقل البلدان نموا، بحضور أكثر من 5000 مشارك، بينهم رؤساء دول وحكومات ومسؤولون أمميون وقادة مجتمع مدني وممثلون عن شركات كبرى. وأطلق المؤتمر من العاصمة القطرية “برنامج عمل الدوحة” للفترة بين 2022 و2031، الذي تضمن ست أولويات رئيسية أبرزها الاستثمار في رأس المال البشري، تسخير التكنولوجيا والابتكار، تعزيز التجارة، تمويل التنمية، تخفيف أعباء الديون، والتصدي لتغير المناخ، إلى جانب تعزيز الشراكات الدولية لتحقيق الأهداف التنموية.
وخلال المؤتمر، أعلنت قطر عن تعهد بتقديم 60 مليون دولار، بينها 10 ملايين لدعم تنفيذ برنامج عمل الدوحة و50 مليونا لمساعدة الدول الأقل نموا في تحقيق أولوياتها الوطنية.
إضافة إلى ذلك، واصلت قطر جهودها الإغاثية عبر إرسال مساعدات إنسانية وطبية وغذائية إلى المناطق المنكوبة، إذ سيرت طائرات تحمل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، كان آخرها طائرة نقلت 86 طنا من المساعدات الطبية والغذائية بالتعاون مع صندوق قطر للتنمية والهلال الأحمر القطري.
وتأتي هذه الخطوات ضمن سياسة قطر الخارجية التي تسعى إلى تعزيز استقرار المجتمعات الهشة عبر برامج تنموية وإنسانية طويلة الأمد، في وقت يواجه فيه العالم أزمات متراكمة مثل تداعيات جائحة كورونا والصراعات المسلحة وأزمات المناخ.





