منذ استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، أصبحت قطر وجهة بارزة على خريطة السياحة العالمية، ومن المتوقع أن يعزز استضافتها لكأس العالم لكرة السلة عام 2027 هذا التوجه بشكل أكبر. لكن لم يكن كأس العالم مجرد عامل تحفيز للسياحة، بل عززت قطر نفسها في العديد من النواحي، بما في ذلك المطبخ القطري، الذي شهد في الآونة الأخيرة نهضة كبيرة واكتسب ثقة متزايدة ليصبح جزءًا من الاتجاهات العصرية.
استضاف “الديوان”، وهو بيت الثقافة العربية في برلين-سيلندورف، والذي يعمل عادة كجسر ثقافي بين ألمانيا والعالم العربي، مؤتمراً كبيراً في وسط برلين جمع 140 صحفياً وخبيراً إعلامياً في أجواء شرقية مميزة، تخللتها أطباق من المطبخ القطري. كانت هذه الفعالية الأضخم من نوعها التي تناقش قطر كوجهة سياحية بمشاركة هذا العدد الكبير من الخبراء.
في العام الماضي، تجاوز عدد الزوار الدوليين في قطر لأول مرة حاجز 5 ملايين سائح، مسجلاً نمواً سنوياً بنسبة 25%.
أغلب الزوار (41%) جاؤوا من دول الخليج، يليهم الأوروبيون (23%)، ثم الآسيويون (20%). أما السياح القادمون من الولايات المتحدة والدول العربية الأخرى فبلغت نسبتهم أرقاماً أحادية. ومن حيث وسائل الوصول، دخل 56% من السياح عبر الرحلات الجوية، و37% عبر البر، و7% عبر البحر. كما شهد متوسط مدة الإقامة في قطر ارتفاعاً ليصل إلى سبع ليالي.
قال السفير القطري في برلين عبد الله إبراهيم الحمّر، خلال تقديمه بلاده برفقة الخبراء، إن “من خلال مبادرات مثل الاستراتيجية الوطنية 2030، نستثمر في الاستدامة والابتكار والسياحة الثقافية لجذب الزوار من جميع أنحاء العالم”. وأشار إلى أن أحد الركائز الأساسية لهذه الرؤية الطموحة هو تطوير مطار حمد الدولي، الذي افتُتح قبل عقد من الزمن ويستوعب حالياً 15 مليون مسافر سنويًا، مع خطط لرفع طاقته الاستيعابية إلى 70 مليون مسافر.
كما لفت الحمّر إلى النمو المتزايد في قطاع الضيافة والترفيه، مؤكداً أن قطر تركز على سياحة الأعمال والسياحة البيئية.
وفي خبر مهم لعشاق السفر، أعلن عن بدء تشغيل ثلاث رحلات جوية مباشرة يومياً بين برلين والدوحة اعتباراً من يوليو 2025. وبذلك، يرتفع عدد المدن الألمانية التي ترتبط برحلات مباشرة إلى قطر إلى خمس مدن، وهي: برلين، ميونيخ، فرانكفورت، دوسلدورف، وهامبورغ.
وطرح السفير القطري هذا السؤال بنفسه، قبل أن يجيب عليه قائلاً إنه “يرغب في دعوة جميع الألمان البالغ عددهم 85 مليون نسمة إلى زيارة قطر”. وأوضح أن قطر تعد واحدة من أكثر الدول أماناً في العالم، حيث النظافة العالية، والمأكولات المُعدة بمعايير صحية صارمة، إلى جانب الضيافة والروح المرحة لسكانها. ورغم صورة قطر كوجهة فاخرة، إلا أن فنادقها، على الرغم من مستواها العالي، تُعد من بين الأكثر تنافسية في الأسعار عالمياً، كما أن وسائل النقل العام فيها رخيصة وذات جودة عالية.
كان “الديوان”، البيت الثقافي العربي، هو المنظم والمضيف لهذه الأمسية، حيث شارك خبراء بارزون في حلقة نقاش ضمن “صالون السياحة في الديوان”. من بين المتحدثين البارزين، تألقت الشيخة ريم آل ثاني، نائبة المدير العام للمعارض والفنون العامة والرباعية في متاحف قطر، حيث أعلنت عن افتتاح أربعة متاحف جديدة قريباً، والتي ستتميز بتصاميم معمارية مذهلة ومقتنيات فريدة.
أما جاسم المحمود، مدير الاتصالات في “Visit Qatar”، فقد استعرض تطور قطر من مجرد محطة توقف للمسافرين إلى شريك سياحي متكامل، مشيراً إلى أن قطر أصبحت الآن واحدة من أسرع الوجهات السياحية نمواً في العالم. وأوضح أن قطاع السياحة في البلاد يواصل إقامة شراكات جديدة، بما في ذلك مع شركات ألمانية، لتعزيز مكانة قطر كوجهة متميزة تجمع بين السياحة الشاطئية والتجارب الثقافية.
والجدير بالذكر أن قطر تحرص على التأكيد على تميزها وعدم الخلط بينها وبين وجهات أخرى في المنطقة، مثل الإمارات العربية المتحدة (دبي وأبوظبي) أو جارتها السعودية، حيث تسعى إلى إبراز هويتها الفريدة ونهجها الخاص في السياحة.