طالب مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين المجتمع الدولي بالتحرك الفوري، وفق القانون الدولي الإنساني، لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وكسر الحصار المفروض عليه، مؤكدًا ضرورة الاعتراف بحجم الكارثة والمجاعة التي يشهدها القطاع. كما شدد المجلس في اجتماعه غير العادي بمقر الأمانة العامة بالقاهرة على التمسك الكامل بالسيادة الفلسطينية على المسجد الإبراهيمي ومحيطه في البلدة القديمة بالخليل، ورفض أي محاولات لتغيير الوضع القائم هناك.
وأدان المجلس في قراراته النهائية تحويل إسرائيل قطاع غزة إلى منطقة مجاعة، واستخدام سياسة التجويع كسلاح حرب، معتبرًا ذلك شكلًا من أشكال الإبادة الجماعية. وطالب بضمان وصول المساعدات الإنسانية والطبية إلى القطاع، وتفعيل آليات المحاسبة الدولية تجاه الانتهاكات الإسرائيلية. كما دعا المجلس لتنفيذ قرارات القمم العربية والإسلامية لإنهاء الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية، مع التأكيد على دعم وكالة “أونروا” وتمكين المنظمات الدولية من أداء مهامها.
وطالب المجلس الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لفتح المعابر وإدخال المساعدات فورًا، ورفض أي آليات إنسانية بديلة قد تُستخدم كغطاء لسياسات عدوانية أو لفرض قيود إضافية على السكان المدنيين. كما اعتبر المجلس سياسات التهجير والتطهير العرقي الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، ومنع وصول الغذاء والدواء، جريمة إبادة جماعية وفق القانون الدولي.
وأدان المجلس استهداف أماكن العبادة، بما فيها الهجوم الأخير على الكنيسة اللاتينية بغزة، وكذلك استمرار الإجراءات الاقتصادية العقابية ضد دولة فلسطين واحتجاز أموال الضرائب الفلسطينية، مطالبًا بالإفراج الفوري عنها وتوفير شبكة أمان مالية عاجلة لدعم الحكومة الفلسطينية.
ورحب المجلس ببيان 28 دولة، بينها 21 دولة أوروبية، إلى جانب بريطانيا وكندا وأستراليا واليابان وغيرها، الذي دعا لإنهاء العدوان على غزة ومحاسبة مرتكبي الجرائم. كما أكد دعمه للمسؤولين الأمميين الذين يواجهون ضغوطًا بسبب مواقفهم المساندة للفلسطينيين، داعيًا لمواصلة جهود فك الحصار عن غزة.
وطلب المجلس من الجزائر والصومال، العضوين العربيين في مجلس الأمن، العمل لعقد جلسة طارئة لإصدار قرار بإنهاء حصار غزة والسماح بدخول المساعدات. كما أكد ضرورة إبقاء المجلس في حالة انعقاد دائم لمتابعة تنفيذ قراراته.
وفيما يخص المسجد الإبراهيمي، شدد المجلس على رفض أي محاولات إسرائيلية لتغيير الوضع القائم فيه، محملًا إسرائيل المسؤولية عن الاعتداءات عليه ومطالبًا المجتمع الدولي بحمايته. كما دعا لإرسال بعثة رصد أممية عاجلة إلى الخليل وإعادة عمل البعثة الدولية لمراقبة الانتهاكات هناك، وتوثيق محاولات تهويد المسجد ضمن آليات الأمم المتحدة.
وطالب المجلس الأمين العام لجامعة الدول العربية بمتابعة تنفيذ هذه القرارات ورفع تقرير بشأنها للدورة المقبلة للمجلس.